#آخر الأخبار #أخبار المهرجان

وهران وخفافيش الظلام

احميدة عياشي

افرز الفراغ في الآونة الأخيرة ظاهرة مرضية تفشت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يقودها صناع الفشل ضد كل مبادرة تسعى إلى كسر دائرة إعادة إنتاج الفشل، وظهر ذلك جليا في بروز فئة المروجين لثقافة اليأس في مختلف المجالات، ومنها مجال الثقافة والميديا والفن، عبر ترسيخ الرداءة بمختلف أشكالها وألوانها.

ولم يعد الأمر يقتصر على الجزائر فحسب، إنما انتشر في عدة بلدان عربية، في ظل مثل هذه الظروف المعقدة التي غذتها الصراعات السياسية والعرقية والطائفية، وبات يشكل تقليدا متجذرا في السلوكات الاجتماعية والثقافية، وفي الخطاب المشكك في هويات من يرفضون الإذعان إلى إملاءات صناع الوضع القائم في المتطقة العربية الذي راح يشجع على الإذعان والخضوع وتتفيه المقاومة والحط من شأن التفكير المتميز والإبداع والخلق.

منذ فترة تعالت الأصوات المشككة في هوية الفلسطيني وحقه في حياة حرة وكريمة، وانتقلت إلى تشويه كل ما يشير إلى الرموز الحقيقية للثقافة والفن، ومحاصرة كل الأصوات التي ترفض التغريد داخل الأسراب البائسة،،

وما أثارته وهران، في مهرجانها السينمائي العائد من فزع عند هؤلاء الخفافيش من عشاق الظلام ومنتجي الظلاميات، يكشف المعنى الحقيقي لضرورة خوض المعركة بإصرار من أجل تحقيق النقلة المرجوة من عالم الرداءات والانحطاط إلى عالم المبادرة والحركة والارتقاء بالوعي والسلوك، إلى مرتبة أفصل وأسمى، وهذا هو الطريق الأصيل نحو إحداث القطيعة مع صناع اليأس والإذعان والفشل.

لقد كانت عودة المهرجان في حد ذاته إشارة ايجابية، ودلالة قوية على أنه لم يعد هناك مكان لخفافيش الظلام الذين عاشوا دائما متسربلين بالليل، ،بل المكان للشفافية وصناع النجاح والأمل.

منذ فترة تعالت الأصوات المشككة في هوية الفلسطيني وحقه في حياة حرة وكريمة، وانتقلت إلى تشويه كل ما يشير إلى الرموز الحقيقية للثقافة والفن، ومحاصرة كل الأصوات التي ترفض التغريد داخل الأسراب البائسة،،

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *