#آخر الأخبار #أخبار المهرجان

ونحن نحب الحياة…

مهدي براشد

يسدل مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، ليلة اليوم، ستائره، هي سبعة أيام متتالية من الأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية التقطت كاميرات مخرجيها، من زوايا مختلفة وبتقنيات مختلفة لمدارس مختلفة، واقع الإنسان العربي، بعد “ربيع” لم يشبه الربيع، بدأ منذ 14 سنة، ولم يفرج لا عن الخضرة ولا عن ورود الآمال التي وعد بها، وتحول إلى تمهيد لعدوان صهيوني حول أيام الفلسطينيين في غزة ولبنان إلى جحيم.

ما حدث، في السنوات الأخيرة، في شام الوطن العربي من مجازر إسرائيلية في حق أهل الشام (فلسطين ولبنان وسوريا)، وما يحدث في ليبيا والسودان من اقتتال مستمر بين الإخوة المحرضين على بعضهم البعض، وإن كان منع بعض الأفلام المشاركة ومخرجيها من حضور المهرجان، فإن مهرجان وهران والكم الهائل من الأفلام العربية الجميلة اتي عرضت فيه، سواء من داخل الوطن العربي أو من خارجه، تؤكد أن كل حمم الحقد التي ألقيت على أشقائنا هناك، وإن استطاعت أن تهدم البنايات وتردم الأطفال والنساء والشيوخ تحتها، فإنها لم تستطع أن تهدم رغبة الإنسان العربي الاستمرار في الحياة والإبداع فيها وعنها.

حين نشاهد “من مسافة صفر” لمخرجين من غزة يغالبون ترسانة الدعاية الصهيونية الغربية بكاميرات صغيرة وهواتف نقالة، وحين يأتينا ضيوف من اليمن المنهوك بالحرب وجوع أطفاله، وآخرون من بلدان أخرى أنهكتها الحروب ودسائس المصالح الغربية، ندرك أن كل ترسانة الهمجية المسلطة على الإنسان العربي التي تبتغي محوه، ولا تعير اهتماما أنها تعمل على محو معنى الإنسان، وتجعل الإنسانية تخجل من نفسها أمام، لم تستطع أن توقف نبض الحياة فيه.

السينما صناعة الممكن والمستحيل، آلة عجيبة للتوثيق والتأريخ في عصر يحب النسيان، فرشاة خلاقة لرسم الحلم والأمل والجمال، شريط لرسم هامش حرية يتسع كلما كثرت أفلامنا، كاميرا مقاومة تطلق فوهتها في وجه الموت، والسينما قصيدة شعر تقول، كما قال درويش: ونحن نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيل.

ونحن نحب الحياة…

خلف الستار … تختبء ذاكرة السينما …

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *