وقفة اليوم : ما بعد المسافة صفر

احميدة عياشي
شاءت الأقدار أن تتزامن دورة مهرجان وهران الثانية عشرة مع الذكرى الأولى لـ 7 أكتوبر الذي سمي بطوفان الأقصى. كان طوفانا حقيقيا ألقى بكل الأوهام والأكاذيب والخطابات الإنسانوية عرض البحر، كشف عن الوجه الحقيقي للخطاب الغربي المزيف عن الحرية والديموقراطية. لقد خرست الألسنة، وفتح الباب على مصراعيه لآلة التوحش التي وظفتها دولة الكيان الصهيوني واللوبيات المتحالفة معها في أوروبا وأمريكا، وتحالفت معها لينكشف الوهم الكبير عن حقوق الانسان.
اكتشفنا أننا دون صورة ولا لسان أمام الترسانة المبيدة للآلة الإعلامية الغربية المدعمة للطغمة الصهيونية، لقد تداعى السور المتلاشي العربي بسرعة غير مسبوقة، وخرست الأقلام أمام التوحش الجديد المرعب، وباتت المعركة الجديدة هي معركة الصورة التي تحولت إلى معركة النور ضد الظلام، والحق ضد الظلم المبطن والسافر في الوقت نفسه.
لكن صمود المقاومة ذات الصدر العاري لفت النظر أن هناك شعبا ترك لمصيره، حوصر في ظل تواطؤ غريب وفي ظل صمت مرادف للعار الكبير.
إن ذكرى 7 أكتوبر تضعنا، اليوم، وجها لوجه مع أنفسنا ومع الآخر، نحن كفنانين ومثقفين، ما الذي علينا عمله لنوقف هذه الإبادة؟ ماذا بإكان السينما أن تقوله وتعبر عنه لتصبح سلاحا في سبيل انقاذ الانسانية من توحشها تارة بالمشاركة الفعلية، وتارة بالصمت والسلبية والغموض،
نحن نؤمن بأنه لازال للثقافة والفن دورهما في مواجهة التوحش وفي قدرتهما على تغيير العالم، بزرع قوة الخير والمحبة ومواجهة آلة الكراهية والحرب، وهذا ما حرضنا على تبليغه، الرسالة قولا وفعلا في مهرجان وهران للفيلم العربي، بمشاركة فلسطينية وعربية على مسافة صفر من الحقيقة.
نعم نؤمن أن السينما هي فرجة، ذاكرة، صناعة، لكن هي، قبل كل شيء، معركة من أجل جمال الإنسان وجمال العالم الخالي من العبودية ونزعات رجالها الأشرار.
اكتشفنا أننا دون صورة ولا لسان أمام الترسانة المبيدة للآلة الإعلامية الغربية المدعمة للطغمة الصهيونية، لقد تداعى السور المتلاشي العربي بسرعة غير مسبوقة، وخرست الأقلام أمام التوحش الجديد المرعب، وباتت المعركة الجديدة هي معركة الصورة التي تحولت إلى معركة النور ضد الظلام، والحق ضد الظلم المبطن والسافر في الوقت نفسه.