#آخر الأخبار #أخبار المهرجان

مهرجان الفيلم العربي ينتقل إلى جامعة وهران.. التقطيع التقني للفيلم السينمائي موضوع ندوة

كان التقطيع التقني للفيلم السينمائي ” le découpage technique” موضوع الندوة التي نشطها المخرج السينمائي الجزائري رشيد بن حاج بكلية الآداب والفنون بجامعة وهران.

درس رشيد بن حاج الهندسة المعمارية بعد تحصله على بكالوريوس واهتم بالرسم، له مشاركات عدة في معارض دولية وبالسينما. كما تحصل على شهادة إخراج الأفلام من “جامعة باريس” في فرنسا.

 بدأ رشيد بن حاج عمله في “التلفزيون الجزائري” عام 1979، فأخرج العديد من الأفلام أبرزها:

 فيلم “المعتدون” 1979، و”وردة الرمال” 1989، “وجه تاتشاي أغنية النساء في الجزائر” 1992، “ميركا” 2000، “الخبز الحافي” 2005، “عطور الجزائر” 2010، “نجم الجزائر” 2016، “مطاراس”.

سلطت هذه الندوة المبرمجة ضمن فعاليات مهرجان وهران للفيلم العربي الضوء على أحد أهم القضايا التقنية في السينما، وهي التقطيع التقني الذي يعد الأداة العملية التي تدخل في صميم عمل المخرج والتقنيين والتركيب، بطريقة لاحقة، وبدرجة أقل -حسب رشيد بن حاج-، وبالتالي فهو نقطة التقاطع بين الجانب التقني والجانب الفكري للفيلم .

قبل أن يوغل رشيد بن حاج في موضوع الندوة، أشار إلى تقنية كتابة السيناريو الذي يعتبره قصة يجب أن تحدد فيها الشخصية، وهدفها والعقبات التي تواجهها. وحسب بن حاج، فإنّ كتاب السيناريو كثيرا ما يتدخلون في عمل المخرج بكتابة مواضع وزوايا الكاميرا ظنا منهم أنها من صميم عملهم، لذلك نجد كثيرا من المخرجين يرفضون هذه النوعية من السيناريوهات التي تتدخل في وظيفتهم، وهذه ملاحظة مهمة للمخرجين الصاعدين وكتّاب السيناريوات.

بعها، عرج رشيد بن حاج على التقطيع التقني الذي عرفه بأنه تقسيم الفيلم إلى لقطات محددة‎ ومضبوطة على مستوى سلم اللّقطات والحركات والزوايا وانتقالات الكاميرا كتابيا، فهو مرحلة نظرية قبل أن تصبح تطبيقية. وتجري عملية التقطيع التقني على عدة أساليب، ذكر منها المخرج طريقة شائعة ومتداولة وهي: ” Story-board “.

كما أوضح بن حاج أن التقطيع التقني الفيلمي ليس تصورا ثابتا ونهائيا، بل يجري تطويره وتغييره بمجرد ظهور أفكار إخراجية جديدة أثناء جلسات النقاش التقني والفني مع مدير التصوير أو مهندس الديكور.. أو أثناء عمليات معاينة أماكن التصوير وانتقئها وتحديدها، أو أثناء مرحلة التصوير ذاتها، لأن عملية الإبداع السينمائي تتأثر، عمليا، بالطوارئ. فالمخرج الجيد هو الذي يستطيع التعامل مع المستجدات بحس فني تكييفي لا يؤثر بشكل سلبي على مخطط التصوير، بل يجعلها تضيف إلى ما أنجزه فرديا أو مع فريقه أثناء المراحل السابقة. وعليه، فالتقطيع التقني هو مجرد نقطة انطلاق أرضية بصرية للإنجاز الفيلمي.

يتساءل الكثيرون عن قيمة وأهمية التقطيع التقني للعمل ويرجئونها لمرحلة المونتاج، لكن يمكن إيجاز أهميتها في النقاط الآتية :

  • يستطيع مساعد المخرج من خلاله قيادة فريقه، وتوزيع المهام.
  • تم استخدامه من قبل الإنتاج لتقدير التكاليف والوقت اللازم للتصوير.
  • أثناء مرحلة التحرير، يسمح للمحرر بإعادة بناء الفكرة الأولية للمخرج.
  • يعد التقطيع التقني الفني عنصرًا مخصصًا أيضًا لمدير التصوير لإعداد خيارات الإضاءة الخاصة به مسبقًا.

‎كما ذكر رشيد بن حاج أهم المخرجين الذين استعانوا بالتقطيع التقني وأتقنوه، وعرض لقطة لكوبريك شرح بها

العملية.

 واستعان بن حاج بأمثلة من تجاربه السينيمائية عن كيفية توظيفه، مستذكرا قصته مع الكاتب المغربي محمد شكري الذي تمكن من إقناعه بإنجاز عمل عنه، وهو الذي رفض عشرات السيناريوهات التي قدمت له.

‎من خلال الندوة استطاع رشيد أن يشرح فكرته للمتعطشين للسينما، غير أنه علينا أن نشير إلى تفصيل مهم وهو إذا كان كوبريك أو هيتشكوك مشهورين بالدقة الشديدة، والاستعانة بالتقطيع التقني، فإنه من الصعب أن نتخيل -على سبيل المثال- أن تايكا وايتيتي أو الأخوين داردين يلتزمان تمامًا به، ولذلك يمكن اعتباره رغم ضرورته وقيمته الفنية والتقنية خيارا ذاتيا حسب المخرج، وفلسفته الإخراجية.

مهرجان الفيلم العربي ينتقل إلى جامعة وهران.. التقطيع التقني للفيلم السينمائي موضوع ندوة

وقفة اليوم : ما بعد المسافة صفر

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *