#آخر الأخبار #أخبار المهرجان

فيلم رجلان ومصير.. رحلة بين التشويق والألغاز الفلسفية

عرض فيلم “رجلان ومصير”، لأول مرة، في قاعة المغرب بوهران، ليلة الاثنين، في إطار منافسة الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي. العمل  هو أول تعاون بين المخرج التركي مصطفى أوزغون والجزائر، وهو فيلم إثارة نفسي يُقدم للجمهور مغامرة غامضة في قلب طبيعة وحشية ومجهولة.

بقلم: خليل الأوراسي

يعكس الفيلم السابع للمخرج الذي صور في الجزائر رغبة أوزغون في الاندماج في ثقافة جديدة، من خلال تجسيد سيناريو من تأليف الجزائري سمير بن يعلى، صديق المخرج منذ فترة طويلة. الفيلم يروي قصة شخصيتين رئيسيتين: أحمد، الذي يؤدي دوره الممثل القدير أحمد رزاق، وفريد الذي يجسد دوره الشاب زكريا كراويت، في أول تجربة له في فيلم طويل.

تبدأ القصة مع فريد الشاب الذي يقرر أن يسلك طريقًا مختصرًا عبر منطقة جبلية للوصول إلى مدينته بشكل أسرع.، لكن تعطّل سيارته يجبره على البحث عن المساعدة في منطقة معزولة. بعد ساعات من التجول، يكتشف منزلا منعزلًا يسكنه أحمد الرجل العجوز الغامض الذي يعيش في عزلة مع كلبه. وسيلعب هذا الكلب دورًا أساسيًا في حبكة الفيلم.

يأخذنا السيناريو في مواجهة نفسية بين فريد وأحمد اللذين تتكشف نواياهما الحقيقية ببطء. وإذا كانت القصة تذكر ببعض عناصر فيلم “الطريق الخاطئ”  للأمريكي “آلان بي مكيلروي”، فإن “رجلان ومصير” يتميز بنهج أكثر تأملاً وحوارات مليئة بالإيحاءات. وسيعزز دور الكلب الذي يُعد شبه شخصية ثالثة، هذه الأجواء الغامضة.

“النقاد أشاروا إلى مشاكل سردية، مشددين على عدم وضوح دوافع أحمد، بينما اعتبرت النهاية متسرعة، مما أثار حيرة الجمهور تجاه عمق القصة”.

ومع ذلك، وبالرغم من مميزاته، يعاني الفيلم من بعض الثغرات، خاصة في البناء السردي. دوافع أحمد لاحتجاز فريد ليست واضحة بشكل كافٍ، وشخصية فريد تبدو أحيانًا غير مطورة بما يكفي، مما يصعب على الجمهور التعلق برحلته.

النهاية التي اعتبرها العديد من الحضور متسرعة، لم ترقَ إلى مستوى التوقعات، والمخرج نفسه يعترف بأن الفيلم ينتمي إلى فئة الأفلام النفسية والفلسفية، مما زاد، ربما، من تعقيد فهم القصة.

خلال العرض، تحدثت المنتجة فاطمة وزان التي تُنتج أول فيلم روائي طويل لها، وأجابت عن أسئلة الجمهور. عندما سُئلت عن إمكانية وجود إشارة إلى أحداث العشرية السوداء في الجزائر، خاصة من خلال ماضي أحمد كإرهابي سابق (كشف عنه في نهاية الفيلم)، فأوضحت أن الفيلم لا يركز على تلك الفترة، بل على الفداء الشخصي والبحث عن السلام الداخلي.

رغم الانتقادات حول الأداء المسرحي لزكريا كراويت، إلا أنه أظهر حضورًا قويًا على الشاشة، وأداؤه، وإن كان يحتاج إلى تحسين، يظهر إمكانات واعدة. أما أحمد رزاق، فقد أشيد بأدائه المتقن لشخصية أحمد العجوز، مما أضاف عمقًا لشخصية غامضة.

فيلم “رجلان ومصير” عمل سنيمائي أثار اهتمام المشاهدين، ورغم بعض العيوب، فإنه يكشف عن مخرج جريء وثنائي من الممثلين يستحقان المتابعة. فيلم يستحق المشاهدة لأجوائه الفريدة واستكشافه للتحديات النفسية.

فيلم رجلان ومصير.. رحلة بين التشويق والألغاز الفلسفية

وهران وخفافيش الظلام

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *