#آخر الأخبار

تحيا الحرية، تحيا السينما

أول ما أنشئ مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، كان محركه الأساسي خلق فضاء لقاء للسينمائيين العرب فضاء يميزه في الأساس الحوار المتعدد، المفتوح على الأفكار في تنوعها واختلافاتها الخلاقة، ما يجعلها ترمز إلى التشبث بالحرية بمعناها الخصب والغني حرية لا تتعلق فقط بتوجهات الأفراد المبدعين والمنتجين للجمال الفني والإنساني، إنما الحرية التي ترتبط بأقدار الأوطان والشعوب المستضعفة التي تناضل في سبيل الكرامة

ترفض أن تكون محايدة او متفرجة، بل منخرطة في الكشف عن القبح غير الإنساني الذي رأيناه عبر ما حدث لأبناء غزة / فلسطين ومازال يحدث في بقع أخرى من كوكبنا.

نريد من المهرجان أن يكون هذا الصوت المضيء أمام زحف الظلام، هذا الصوت المنتصر للقضايا العادلة للغد الإنساني الجميل الذي يكرس قيم الحرية والحوار والاختلاف، لاستعادة الفن السنيمائي، شرفه ودوره الذي يزرع الحلم والأمل بارتقاء الإنسان من قاع الوحشية الجديدة إلى فضيلة جمال الوجود الإنساني.

الإنسانية والتحرر.

كل مهرجان له خصوصيته وخصوصية مهرجان وهران تستمد هويتها من هذا المنبع الأصيل المرتبط بذاكرة الجزائريات والجزائريين الذين أبدعوا في مختلف مراحل تاريخهم الحرجة ، معنى المقاومة والنضال في سبيل

 

نسعى إلى القيام بكل هذا بتواضع، لكنه تواضع عميق يضع ثقته في قدرة الفن على صناعة مستقبل أفضل خال من القهر والسيطرة ونزعة الاستبداد المدمر، تواضع يمنحنا الرغبة في تأسيس تقليد يرفض مقايضة الفنان المبدع حريته وكرامته.

 

الأرض والكرامة والإنسان.

 

هذا ما حرك قبولنا لقيادة مهرجان وهران في ظرف عربي حرج، وعالمي معقد يعيش كل لحظة وضعا صعبا ومحزنا مثيراً للغضب، في ظل سيادة العجز الإنساني من جهة، ومن جهة ثانية انبثاق هذه القوة الإنسانية في وجه هذه النزعة الاستبدادية الجديدة التي تسعى الى سلب الشعوب حريتها، وهذه القوة يمثلها الفن بعمقه الشفاف، وعلى رأس ذلك سلطة الصورة عبر السينما التي

 

وما ارتباط هذا المهرجان بوهران إلا تأكيدا لهذا السعي نحو ترسيخ الوفاء تقليدا لذاكرة هذه المدينة التي جمعت في التاريخ بين المقاومة والحرية، وبين سمو الضيافة ضيافة الآخر بكل تجلياتها الرمزية والثقافية والسياسية تحيا الحرية، تحيا السينما.

تحيا الحرية، تحيا السينما

شاي أسود

تحيا الحرية، تحيا السينما

سامي بوعجيلة

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *