بين الشغف وتحديات السينما العالمية.. رشيد بوشارب: الفكرة هي كل شيء والشغف يؤتي ثماره
حوار أجراه: خليل الأوراسي
يعد رشيد بوشارب واحدًا من أبرز الشخصيات في السينما الفرنسية الجزائرية، يعالج في أفلامه موضوعات عميقة، مثل التاريخ الاستعماري، والهجرة، والعلاقات بين الثقافات، من أشهر أعماله “أيام المجد” (2006) الذي حصل على جائزة أفضل تمثيل رجالي في مهرجان كان، “الخارجون عن القانون” (2010)، و”لندن ريفر” (2009)، تظهر بوضوح قدرته على سرد قصص إنسانية ملتزمة تلامس قضايا عالمية. بوشارب معروف بحساسيته نحو إظهار كفاح المهمشين ورواياتهم، وعادةً ما يقدّم ذلك في أفلام تاريخية مؤثرة. يعود إلى وهران هذا العام ليشارك خبرته وتأملاته مع الجيل الجديد من صناع الأفلام.
- أنتم هنا في وهران لحضور هذه الدورة من مهرجان الفيلم العربي الدولي. ما هي انطباعاتكم حول هذه التجربة وعودتكم إلى هذه المدينة العزيزة على قلوبكم؟
إنه لأمر رائع. أنا سعيد للغاية بوجودي هنا، خاصةً وأنني من وهران، هذه ليست المرة الأولى التي أشارك فيها في المهرجان، فقد حضرت من قبل، ولكن العودة إلى هنا دائمًا ما تمنحني شعورًا خاصًا بالسرور. المدينة تغيّرت كثيرًا. إنها تتوسع باستمرار، وهذا أمر مثير للإعجاب، في كل مرة أعود أكتشف جانبًا جديدًا من هذه المدينة التي، رغم تطورها، تحتفظ بجوهرها. لدي الكثير لاستكشافه هنا، لكنني سعيد بوجودي في وسط هذه الأجواء السينمائية الحماسية.
- قدّمتم اليوم ماستر كلاس حول تمويل الأفلام على المستوى الدولي. هل يمكنكم أن تحدثونا أكثر عن هذا الموضوع الذي يشكل دائمًا تحديًا للمخرجين؟
كانت محاضرة ممتعة للغاية. تناولنا مسألة التمويل التي تظل دائمًا قضية رئيسية في صناعة الفيلم، خاصة على المستوى الدولي. تمويل فيلم لم يكن يومًا أمرًا سهلًا، ولم يصبح كذلك حتى في عام 2024. يواجه صانعو الأفلام، سواء كانوا مبتدئين أو ذوي خبرة، هذا التحدي باستمرار. إنها ليست مجرد مسألة مال، بل مسألة إيجاد شركاء يتقاسمون رؤيتك، ويؤمنون بمشروعك. تفتح منصات البث المباشر والإنتاج المشترك بين الدول آفاقًا جديدة، لكن التحدي يظل كما هو: إقناع الممولين بأن فيلمك يستحق الدعم.
- ما هي النصائح التي تقدمونها للمخرجين الشباب الذين يتطلعون إلى جذب الممولين وتحقيق مشاريعهم؟
أهم نصيحة أستطيع أن أقدمها لهم هي التركيز على الفكرة. الفكرة هي كل شيء. إذا كان لديك فكرة جيدة، وقصة قوية، فأنت تمتلك بالفعل أساسًا متينًا. بغض النظر عن صعوبة العثور على التمويل، إذا كان مشروعك مقنعًا وأصيلا، فستتمكن في النهاية من جذب انتباه المستثمرين. اليوم، هناك العديد من الطرق لتمويل الأفلام، سواء عبر المنصات الرقمية، أو المساعدات الحكومية، أو الشراكات الدولية، لكن كل شيء يبدأ بفكرة تلهم وتؤثر وتجعل الناس يرغبون في المشاركة. إذا كنت تؤمن بمشروعك، فعليك بالصبر والمثابرة. الطريق قد يكون طويلًا، لكن الشغف يؤتي ثماره دائمًا.