الممثلة والمخرجة العراقية زهراء غندور: دور الانتحارية أخرجها إلى الضوء

محمد عبيدو
زهراء غندور، ممثلة ومخرجة ومذيعة عراقية، ولدت في 17 يونيو 1991 في بغداد. غادرت العراق في عام 2003 للعيش في سوريا، ثم هاجرت إلى بيروت، فلبنان ثم عادت إلى العراق.
بدأت زهراء غندور عملها في الإعلام في السابعة عشر من عمرها، وعندما بلغت 22 عاما حظيت بأول عرض تلفزيوني لها مدته 52 دقيقة، وهو فيلم وثائقي أسبوعي يظهر تركيزا على القضايا الاجتماعية في العراق.
تقول زهراء غندور عن بدايتها: “عملي في الإعلام كان مركزا على الإعداد ومن ثم إخراج برنامج وثائقي أسبوعي يتحدث عن قضايا اجتماعية في العراق وكان التقديم جزءً منه. وخلال تلك السنوات كنت أعمل باستمرار على تكوين خبرة أكبر في الإخراج، التمثيل حدث من دون أي تخطيط مسبق، نعم عملت لأكثر من سنتين لتحضير دوري الأول الذي كان بفيلم الرحلة لكن قبل عرض الدور علي لم افكر فيه أبدا.
عملت زهراء غندور في مهنة التمثيل إلى جانب عملها كمخرجة أفلام وثائقية، تجربة جعلتها واحدة من أبرز الشخصيات في صناعة الأفلام العراقية الناشئة. أدى لقاؤها مع محمد الدراجي، وهو مخرج سينمائي عراقي بارز، إلى حصولها على الدور الرئيسي في الفيلم المشهور “الرحلة” الذي عرض، لأول مرة في مهرجان TIFF، عام 2017، ومثل العراق في القائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار في فئة الأفلام الأجنبية.
وبعد أن استغرق عملها في الفيلم حوالي ثلاث سنوات، لفت أداؤها دور سارة الانتحارية الكثير من الاهتمام، وحصلت على إشادة واسعة من النقاد، بالإضافة إلى العديد من الجوائز.
تقول زهراء غندور لمجلة “سينمانا” عن تجربتها في تقمص هذا الدور الصعب شخصية انتحارية: “منذ اللحظة الأولى التي سمعت عن شخصية (سارة ) انتابني شعور سيطر على كل مشاعري، وقررت أن لا أتجاهله. فهي تمثل الانتحاري الذي رعبني، ورعب كل من أعرف بالعراق لسنوات. كل يوم في زحام السير، وأنا ذاهبة إلى عملي كنت أنظر من حولي بخوف وشك، بسبب كثرة الانفجارات في بغداد، خلال تلك السنوات السوداء، كانت شخصية (سارة) فرصة لاكتشاف هذا العالم المظلم الذي يوصل الإنسان إلى مرحلة قتل الآخرين بفتات جسده المتفجر”.
مثلت زهراء غندور الدور الرئيسي في فيلم “بغداد في خيالي”، للمخرج العراقي السويسري سمير جمال الدين في عام 2019. كما ظفرت ببطولة فيلم “ميسي بغداد” للمخرج العراقي سهيم عمر خليفة، المشارك في مسابقة الافلام الطويلة بمهرجان وهران .
الفيلم بطولة أثير عادل، وزهراء غندور، وصفا نجم، وحسين حسن علي، والطفل أحمد محمد عبد الله، ويتناول قصة الطفل حمودي البالغ من العمر 11 عاماً، الذي بينما يكافح والداه من أجل سلامة الأسرة من ويلات الحرب، يتمنى أن يصبح لاعبا مشهورا في عالم كرة القدم مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي، وسيفعل أي شيء للحفاظ على شغفه، لكنه يتعرض لحادث يفقده قدمه، ويبدد هذا الحلم. السيناريو مستلهم من قصة واقعية حدثت في تلك الحقبة، عندما تسبب حادث أليم في إصابة طفل وفقدانه إحدى رجليه ووفاة والده.
وتؤكد زهراء أنها “تأثرت كثيرا” بدور سلوى أم الطفل حمودي الذي أدته في فيلم بغداد ميسي، “فالشخصية أثرت فيها الأحداث ببلد محطم يحاول إعادة البناء، فالطفل المهووس بلعب كرة القدم ومشاهدتها يتحول إلى أحد ضحايا انفجارات الشركات الأمنية الأمريكية في العراق عام 2009، يبقى على قد الحياة لكن من دون ساقه وهنا تبدأ مغامرة العائلة في الفيلم”.
تعترف زهراء غندور أن “الإنتاج السينمائي مازال بطيئا، ومازال يبحث عن هويته، ولكن كل فيلم نشاهده يعني تعبا هائلا، بسبب قلة الموارد، لكننا نجرب ونتعلم معا، وكلي ثقة بأن الإنتاج السينمائي العراقي سيقدم افلام مميزة خلال السنوات القادمة.
الأحشاء
“منذ اللحظة الأولى التي سمعت عن شخصية “سارة” الانتحارية، في فيلم “الرحلة”، انتابني شعور سيطر على كل مشاعري، وقررت أن لا أتجاهله. فهي تمثل الانتحاري الذي رعبني، ورعب كل من أعرف بالعراق لسنوات.