المخرج التونسي الشاب مروان لبيب يستكشف في أول أعماله السينمائية

“ليني أفريكو”.. استكشاف دراما الهجرة غير الشرعية
مروان لبيب مخرج تونسي شاب، انطلق في عالم السينما، من خلال فيلمه القصير “ليني أفريكو” الذي عرض في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي. يعتبر هذا الفيلم أول أعماله السينمائية، وقد لاقى استحسان الجمهور بفضل عمق قصته وإبداعه في تقديم رؤية فنية معقدة حول موضوع الهجرة غير الشرعية. تدور أحداث الفيلم في ليبيا عام 2013، وتتناول قصة مهاجر أفريقي يقع بين يديه مسجل صوتي لكاهن تعرضت كنيسته للهجوم. في هذا الحوار، يشرح لبيب دوافعه وأفكاره وراء الفيلم، ويكشف تفاصيل فنية وتقنية ساهمت في صنع هذا العمل المميز.
- ما الذي دفعك لكتابة قصة فيلم “ليني أفريكو”؟
كتبت القصة في ليبيا عام 2019. في ذلك الوقت، كانت ظاهرة الهجرة غير الشرعية لا تزال قوية في ليبيا أكثر من تونس، لذا كانت البلاد مسرحًا مناسبًا لأحداث الفيلم. في الحقيقة، القصة مستوحاة من الأحداث التي وقعت عام 2013، عندما اندلعت الحرب في ليبيا، وهذه الحرب خلقت حالة استثنائية. في مثل هذه الظروف، ليس عليّ أن أفسر نوايا كل شخصية بشكل مفصل، لأن الوضع العام في الحرب يجعل تصرفات الناس مفهومة بشكل أكبر.
- كيف طوّرت بناء الشخصيات في الفيلم؟
الفيلم بأكمله يعتمد على إعادة بناء الواقع من خلال تسجيل صوتي (ديكتافون) للكاهن الذي يسجل يومياته بطريقة أشبه بـ “ترافلوغ”(سرد الرحلات)، حيث يسجل صوته كل يوم بدلًا من كتابة مذكرات. في أحد المشاهد، يمزح الكاهن مع المهرب، ويستخدم هذه اللحظات للتعبير عن تفاصيل حياته ومعاناته. من هنا، يتطور الفيلم من منظور الكاهن إلى منظور المهاجر الذي يستمع إلى التسجيلات ويتخيل الأحداث.
- ما هي التوجهات الفنية التي استخدمتها لتصوير الفيلم؟
الفيلم يتبع ثلاث توجهات بصرية مختلفة. عندما نتحدث عن الكاهن وعمر، اخترت أسلوبًا أشبه بالـ “ويسترن”، مع تصوير خيالي يعزز الدراما. أما بالنسبة إلى المهاجر، اعتمد
ت على كاميرا محمولة، وأسلوبا أقرب إلى الفيلم الوثائقي. أردت أن أجعل المشاهد يشعر بتجربة المهاجر، وهو يسمع القصة ويعيشها من خلال خياله، مما جعل التنوع في أساليب التصوير ضرورة لإيصال هذا الشعور المتعدد.
- ما هي الرسالة الأساسية التي تود إيصالها بهذا الفيلم؟
الرسالة التي أردت إيصالها تتعلق بتأثير الحروب على المجتمعات، وكيف يمكن للناس العيش في ظروف استثنائية من الفوضى والاضطراب. الفيلم يركز على فكرة الهروب، ليس فقط بالجسد، ولكن أيضًا بالروح، وكيف يمكن للصوت والقصة أن يكونا وسيلة للبقاء على قيد الحياة نفسيًا في مواجهة الواقع القاسي.