#آخر الأخبار #أخبار المهرجان

المخرجان رامي يونس وسارة إيما فريدلاند لـ “سنيمانا” صوت مدينة في فيلم فلسطيني

محمد عبيدو

مدينة (لد) التي كانت يومًا ما تربط فلسطين بالوطن العربي وبالعالم، ثم تلاشت تدريجيًا بعد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في عام 1948، المدينة التي أنشأ فيها الاستعمار الإنكليزي أكبر مطار في فلسطين ما تزال المعالم الفلسطينية حاضرة رغم الدمار في نسبة مرتفعة من مبانيها وحاراتها، وكان أهلها من الفلسطينيين طردوا منها ولم يبق سوى 11 ألفاً يشكلون نسبة ضئيلة من عدد سكانها من الإسرائيليين. ومذبحة اللد هي مذبحة قام بارتكابها وحدة كوماندوز صهيونية ” البلماح” بقيادة «موشيه ديان» في 11 يوليو 1948 في مدينة الّلد بفلسطين، حيث اقتحمت المدينة وقت المساء تحت وابلِ من القذائف المدفعي.

المخرجان استلهما فكرة الفيلم من كتاب سالم تماري “الجبل ضد البحر”… والفيلم سيناريو افتراضي لما كان من المحتمل أن يغدو عليه مستقبلها من دون نكبة. استخدمت المخرجة فيه مهاراتها في سرد القصص لتوسيع المنظور حول هذا النكبة والتاريخ . يُجسد الفيلم، المدينة كفتاة تعبر عن نفسها، تاريخها، وماضيها، بصوت الفنانة ميساء عبدالهادي، في صورة تعكس آلام ومآسي التهجير والعدوان. استطاع المخرجان ان يأخذا صورا من متحف البلماح و شهادات من ممن بقي حيا من رجال عصابات البلماح وكانوا شاركوا بالمذبحة وبالتوازي مع شهادات فلسطينيين بقوا بالمدينة عبر مونتاج سلس نقلنا عبر الازمنة . واستخدم المخرجان الرسوم المتحركة في الفيلم للتعبير عن واقع موازي خيالي متصورا ان احتلال عام 1948، لم يحدث ليس فقط في اللد، بل في كل فلسطين.

الفيلم من إخراج يونس رامي يونس وسارة فريدلاند، وشاركهم التأليف الياس سليمان، ويشارك روجر ووترز عضو فرقة بينك فلويد الشهيرة كمنتج منفذ للفيلم.

سارة إيما فريدلاند مخرجة أفلام وثائقية وفنانة وإعلامية مقيمة في نيويورك. عُرضت أعمالها على نطاق واسع في الولايات المتحدة وخارجها، حصلت على جائزة بول روبسون لعام 2014 من متحف نيوارك، وتم ترشيحها لجائزة إيمي في نيويورك. قالت في حديثها عن قصة بداية فكرة الفيلم:

“أنا يهودية أمريكية، ولم نتعلم أي شيء عن النكبة. وكأنهم محوا هذا الحدث عمدا من أذهاننا في عام 2015 قرأت مقالة عما حدث في اللد أثناء النكبة، لقد أذهلتني تماما. ذكنت مخرجة للأفلام الوثائقية لفترة طويلة، واعتقدت أنه يمكنني استخدام مهاراتي في سرد القصص لتوسيع المنظور حول هذا التاريخ”.

وأشارت إلى أنهم صوروا بالرسوم المتحركة “فلسطين البديلة” التي لم تحدث فيها النكبة.

رامي يونس هو مخرج أفلام وكاتب وصحفي فلسطيني من مدينة اللد. بصفته صحفيًا، كتب لمجلة +972 الإلكترونية. رامي هو أيضًا المؤسس المشارك ومدير أول معرض موسيقى فلسطين على الإطلاق . عن عمله بالفيلم يقول:

نعتقد أن المدن لها أرواح أو شخصيات. لماذا نفضل جميعا مدنا معينة على غيرها؟ سرد القصص في هذا الفيلم معقدة للغاية، وكنا في حاجة إلى تبسيط الأشياء من خلال اختيار العمود الفقري السردي سهل المتابعة. ومع ذلك، لم نرغب في إجراء تعليق صوتي بسيط لأنه كان سيكون الخيار السهل والواضح. أثناء صياغة هيكل الفيلم، واصلت أنا وسارة استكشاف العديد من قصص المدينة وأدركنا عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين يتحدثون عن مدينة اللد برهبة وألم.

أصبح من الواضح أنه إذا كانت المدينة شخصا، فستكون هذه المغنية القديمة، هذه النجمة العملاقة التي تقف وراءها أيام مجدها. حتى إن الفلسطينيين الذين ليسوا من اللد لا يعرفون سوى القليل عن تاريخها المؤلم، ثم اعتقدنا أن هذا يجب أن يكون عمودنا الفقري السردي، وأنه يجب علينا ترك هذه المغنية تروي قصتها، والسماح لها بإعادتها إلى أيام مجدها.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *