العرض الأول لأخر أفلام لطفي بوشوشي “عين لحجر”.. عقبات قطار داهمه الطوفان
استبق لطفي بوشوشي الأحداث بالقول “عين لحجر ليس فيلم البئر رقم 2″، ماعدا التصوير في منطقة صحراوية والاعتماد على الجماعة في الأداء. جاءت تيمة الفيلم في قالب كوميدي لتحاكي واقع مجتمع مرير في بلدة دون اسم، وبلا معالم مكانية، يمكن اسقاط أحداثها على الجزائر ككل، وسيناريو يحتمل مستويات فهم.عدة.
لم يخف المخرج، في كلمته قبل العرض”، توجسه من ردة فعل الجمهور” من أول عرض للفيلم الذي يروي قصة في منطقة صحراوية تدور حول يوميات “الطيب” (كمال رويني) رئيس محطة القطار، ممثل السلطة بزيه الرسمي، يحاول الاضطلاع بمهامه، لكن حدثا خطير يتمثل في أمطار طوفانية تداهم القرية، فيخرج المنطقة من رتابتها بعد أن أضحى السكان منكوبين، وهنا يظهر ” بطوش” (نبيل عسلي) ورفاقه كمحور الشر، يستغلون الوضع باتخاذ قاطرات قطار قديم كسكنات توزع على السكان مقابل رشى، بحجة أن “الطيب” المسؤول يطالب بحصته.
تتأزم الاحداث بعد نفاذ صبر سكان القرية من الأوضاع، ومن السلطة القائمة ومحاولة البراح (مراد صاولي) الدفاع عن حقوق المنكوبين، والسعي من أجل الفوز بمنصب رئاسة المحطة، وهو الطموح الذي ينازعه فيه “بطوش” رئيس عصابة يمتلك حانة خمر، ويتاجر في لحم الحمير، ويسرق الكوابل النحاسية لبيعها كنفايات.
قطع عصابة ” بطوش” الكهرباء لسرقة الكوابل يوظف كذريعة لدخول شخصية “عائشة” أو المعلمة معترك الأحداث، بعد توقف القطار الذي كان يقلها، رفقة الركاب بالقرب من قرية “عين لحجر”، هيئتها وهندامها يوحيان، منذ أول وهلة، بأنها ستكون قائدة للفساد المستشري في القرية، على أساس أنها مقربة من المسؤولين في” العاصمة”، كما يتم تذكير بذلك في حوارات الفيلم.
تبقى شعلة الأمل في وسط هذه البيئة الموبوءة والفاسدة قصة حب بريئة بين مليكة وعمور، يتقاسمان حلم العيش معا، لكن “بطوش” الراغب في الزواج بمليكة، مستعينا بالخديعة استغلال فاقة العائلة والأب للحصول على رضا الوالدين على قرانه.
ينتهي الأمر بهروب “الطيب” على عربة مجرورة بالحمار رفقة “عائشة ومليكة”، لكن شبان القرية يترصدونه وينتصرون للشاب عمور الذي غادر رفقة مليكة على العربة، بينما عاد الشباب “بعائشة” إلى القرية بالتزامن مع احتفال “بطوش” بزواجه المزعوم بمليكة عنوة، وهو يجهل أنها غادرت القرية رفقة عمور دون رجعة، لكنه يفوز برئاسة المحطة.
جعفر بن صالح