#آخر الأخبار #أخبار المهرجان

العرض الأول “بارباس.. الجزائر الصغيرة” لحسان قرار

هنا ليس أحسن من هناك

بين دفتي عنوان “بارباس.. الجزائر الصغيرة” وإهداء، في آخر الفيلم، “إلى مزدوجي الجنسية”، يحاول المخرج حسان قرار أن يلخص مأساة الجزائريين في الضفة الأخرى من المتوسط، وبالتحديد في مدينة باريس في فرنسا.

اختيار حسان قرار لمدينة مرسيليا لم تكن اعتباطية، بل تبررها ما تعنيه هذه المدينة في المخيال الجزائري، فهو الحي محج الجزائريين المغتربين إلى فرنسا ومنطقة تمركزهم، حتى أيام الاحتلال الفرنسي للجزائر، تحولت مع السنوات إلى ما يشبه الحي العربي الذي يقصده الناس من أماكن أخرى ليشموا رائحة البلد ويشربون المشروب الروحي “حمود بوعلام” الذي لا يفارق مائدة “مالك” (سفيان زرمان المعروف بـ فيانسو).

 

مالك هو ثالث ثلاثة إخوة جزائريين وأصغرهم، كان طفلا غير مرغوب فيه، وحاولت أمه إسقاطه بكل الوسائل لكنها لم تستطع، فيهاجر إلى فرنسا، وتنقطع صلته بإخوته، خاصة أخاه الأكبر. وفي بارباس يكون “مالك” نموذج الجزائري المغترب الذي تتلاطمه جدران حي بارباس وأزقتها، ويزداد تلطيمها له في عز أزمة كورونا.

 

حي بارباس صورة جيدة للمغترب الذي يترك بلاده مرغما ويعيش في الغربة مرغما، لا الأم (الوطن) أرادته ولا الغربة تريد بقاءه فيها وتطارده ببوليسها، وهي صورة أيضا لذلك المزيج اللغوي بين فرنسية بلكنة لا تشبه فرنسية الباريسيين، تنتهكها كلما استيقظت دواخله الشتائم الجزائرية البذيئة المخزنة وتصعد إلى السطح.

 

وفي بارباس سنجد كل أشكال الشخوص الموجودة في الجزائر، كل المحنة والعطف الذي لدى الجزائريين ممثلا في عطف مالك على ابن أخيه “رياض” الذي جاءه برسالة من والده يريد الاستفراد ببيت العائلة، ويبقى محاصرا في باريس بسبب كوفيد، مع الرغبة في أن يبقى هناك ويواصل دراسته، لينتهي به المطاف قتيلا بطعنة سكين من مغتربين ببارباس يمارسون كل أنواع الممنوعات للعيش.

 

داخل هذه الأجواء يرسم لنا حسان قرار، في سيناريو كتبه رفقة أودري ديوان رشيد بن زين بيتر دورتزيس حياة الجزائريين المغتربين وحتى الأفارقة، حياة مليئة بالتناقض تتراوح بين الحب والعنف، العيش الكريم والتعب من أجل لقمة العيش، بل وحتى التضامن في جمعية كنسية، وبين التزوير (شخصية البريفيكتور التي أداها خالد بن عبسي) وبيع الممنوعات والسرقة والاشتباكات المتكررة التي تصنع ديكور المدينة، وبين الرغبة في العودة واستحالتها.

 

مهدي براشد 

سؤال لخالد بن عيسى

ماذا استخلصت من تجربتك في تصوير “بارباسالجزائر المصغرة” وما الذي أعجبك في دورك؟

كانت تجربة ‘بارباس: ليتل ألجيري’ تجربة مميزة بالنسبة لي، خاصة من حيث الدقة المهنية. التصوير في باريس يتطلب تنظيمًا دقيقًا، وكل شيء يجب أن يكون مخططًا بعناية. أكثر ما أحببته هو تجسيد شخصية كوميدية، خفيفة، مختلفة تمامًا عن أدواري المعتادة. بعد أن جسدت شخصيات ثقيلة ودرامية، كان من المنعش أن ألعب دورًا يُضحك الجمهور. كان التصوير بمثابة نسمة هواء نقي، والعمل مع المخرج حسن قورار كان تجربة غنية من الناحية الإنسانية والمهنية. الفيلم يُظهر غنى الثقافة الجزائرية وكيف يمكن أن تندمج في سياق دولي. أحببت كيف تمكن فريقنا من مزج الفكاهة مع التأمل في الهوية، مما خلق جوًا من التآخي في موقع التصوير.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *